الناسخ والمنسوخ
الناسخ والمنسوخ من أهم مباحث علوم القرآن التي
يجب أن يحيط بها المفسر علماً, لآن معرفة ذلك ذات أهمية كبرى؛ لما لهذا العلم من الأثر
البارز في بيان المراد من كلام الله تعالى, فهو متعلق بنصين من القرآن الكريم, يتفرع
عليهما حكمان متغايران في النفي والإثبات, فالنفي يكون للمنسوخ, والإثبات يكون للناسخ,
وعلى هذا يكون المنسوخ مرفوعاً, أو منتهي الأمد, والناسخ رافعاً, أو مثبتاً لحكم جديد
للموضوع ذاته, وذلك بحسب طبيعة النص القرآني في الأحكام والقضايا والحوادث.
ولا شك
أيضا, أن علم الناسخ والمنسوخ من أساسات علوم التفسير، ومن العلوم التي لا يقوم
إلا بها، كما أنه لا يمكن معرفة الأحكام الشرعية الاستنباطية، وتفسير تعارض النصوص
إلا بمعرفته، ولذلك أفرد له علماء أصول التفسير وعلماء أصول الفقه مصنفات قديما
وحديثا.
الفصل الأول : تعريف النسخ
في اللغة : يطلق النسخ في اللغة ويراد به معنيان:
أ- النقل :
أى نقل الشيء وتحويله من حالة إلى حالة مع بقائه في نفسه1.
ب- الإزلة
: بمعنى رفع الشيء وإعدامه. يقال: نسخت الشمس الظّل، أي أزالته.
ويأتي بمعنى التبديل والتحويل2 ، يشهد له قوله تعالى: { وَإِذَا بَدَّلْنَا
آيَةً مَكَانَ آيَةٍ } [النحل: 101].
في الإصطلاح : رفع الشارع
حكما شرعيا بدليل شرعي متراخ عنه. أي رفع استمرار العمل بالحكم السابق, والعمل
بالحكم الثابث آخرا.
·
فالحكم المرفوع يسمى: المنسوخ.
·
والدليل الرافع يسمى: الناسخ.
·
ويسمى الرفع: النسخ.
·
فعملية النسخ على هذا تقضي منسوخاً وهو الحكم الذي كان
مقرراً سابقاً، وتقتضي ناسخاً، وهو الدليل اللاحق.
الفصل الثاني
: مشروعيته2 وشروطه
أجمع المسلمون على جواز النسخ مطلقا.. فقد وردت دلائل النسخ في الكتاب والسنة؛
فمن الكتاب الكريم: قوله تعالى: { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير}. [البقرة/ 106
فمن الكتاب الكريم: قوله تعالى: { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير}. [البقرة/ 106
ومن السنة: تضافرت
الروايات الثابتة من جهة النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم على أن النسخ قد وقع
لبعض القرآن والأحكام المنزلة كما سيأتي التمثيل له بطائفة منه.
قال أبو جعفر ابن النحّاس: "من المتأخرين من قال: ليس في كتاب الله عز
وجل ناسخ ولا منسوخ. وكابر العيان، واتبع غير سبيل المؤمنين"
شروط النسخ :
·
أن يكون الحكم
المنسوخ شرعيا.
·
أن يكون الدليل
على ارتقاع الحكم دليلا شرعيا متراخيا عن الحطاب المنسوخ حكمه.
·
ألا يكون الخطاب المرفوع
حكمه مقيداً بوقت معين مثل قوله تعالى: { فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى
يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ }
[البقرة:109] فالعفو والصفح مقيد بمجيء أمر الله.
الفصل الثالث: طريق معرفة النسخ
1- أن يأتي في لفظ النص ما يفيده صراحة.
2- أن يأتي في سياق النص قرينة تدل عليه.
3- أن يعرف تاريخ المتقدم والمتأخر.
4- الإجماع
متيقن.
قائمة المصادر والمراجع
1- الدكتور مصطفي ديب البغا, الواضح في علوم القرآن
, ص(140)
2- صلاح الدين ,مختصر الأتقان في علوم القرآن,
ص(136)
3- الدكتور مصطفي ديب البغا, الواضح في علوم القرآن
, ص(141)
No comments:
Post a Comment